عنوان العمل يكتب هنا كاملا

اشك أن شأن الإنترنت في وقتنا هذا شأن عظيم، وخدماته الكثيرة في الاتصال والتواصل لا تخفى على جميع المبحرين والمرتادين لشواطئه الممتدة إلى ما لانهاية، رغم ما يحفل به من مخاطر ومزالق … ويأمل أهل الثقافة والأدب المرتادين لعوالم الأنترنت كغيرهم من الكائنات الافتراضية أن يسعفهم بحر الإنترنت ببعض مواده التراثية الأصيلة مما جادت به قرائح الأسلاف، عندما كانت اللغة العربية هي الوسيلة الوحيدة للتعبير وتشقيق ضروب الكلام قبل أن يطفح من حولنا طوفان الصور. ومع الأسف الشديد فإن النصوص والوثائق التراثية القليلة المتداولة بين المدونين وأصحاب المواقع الشخصية والأندية تفتقر إلى الصحة اللغوية وأمانة النقل وسلامة الترتيب. فوجودها بهذه الحالة كعدمها، والتعويل عليها في أمر البحث العلمي والاحتجاج لا يمكن أن ينفع بأي حال من الأحوال إلا أن يكون ذلك على سبيل الاستئناس فقط. أما المواقع الثقافية والأدبية الكبيرة المشهورة، فهي تتفاوت في مقدار ما تجود به على زوارها من نصوص، وكل موقع له شروطه وقيوده؛ وأكثرها يشترط شروطا مجحفة للاستفادة من خدمات القراءة والتحميل، وإن كان أقلها ضررا وأخفها وطأة التسجيل والانتساب؛ وهما مما يضيق به الزائر ذرعا، وهذا رغم كل العلات والشوائب التي تكتنف تلك النصوص المعروضة للقراءة أو التحميل. وحتى موقع الوراق التراثي المشهور بين الباحثين وطلاب العلم بوفرة مواده التراثية المتنوعة، وبمجالسه الأدبية والفكرية القيمة تجاوز اليوم مرحلة المجانية وأصبحت خدمة استكشاف النصوص التراثية لديه بالأداء، الشيء الذي خيب ظن الزوار والمنتسبين القدامى لهذا الموقع التراثي الرائد كنت أتمنى أن يكون تطور الخدمات الإلكترونية للمواقع التراثية والثقافية والإبداعية لصالح المجانية في وطننا العربي الكبير حتى يعم نفعها الغني والفقير. ولكن، يأبى واقع الحال إلا تكريس النخبوية الثقافية في عالمنا الافتراضي العربي تماما كما هو على أرض الواقع.